ستون دقيقة هي زمن المسافة من انطلاقتنا الى موقع التصوير المعني بالتغطية، ومن بعد ضفاف الرمال التي تحيط بنا من جميع النواحي يبزغ لمعان خضار مزارع الوفرة الشاسعة، بين المزارع ذات المحميات والاشجار الخضراء تبرز قرية ما، قرية تعكس عبق الماضي بكل تفاصيله المعمارية البسيطة، ترى بوابات لكويتنا القديمة تحيط بالقرية التراثية، القرية التي لم يخطر بمخيلة احد انها ستفرز العديد من الاعمال الكويتية التراثية المتميزة نذكر منها «الفرية» و«شاهين» و«التنديل» وقريبا «منيرة» المسلسل الذي يتم تصويره حاليا ليعرض في رمضان القادم على شاشة تلفزيون الوطن.
ثمة عدة عوامل ستساهم في نجاح هذا العمل ابرزها هو انخراط الكاتب الروائي هيثم بودي في مجال كتابة السيناريو بعد روايتين، ومسلسل «منيرة» وهو دراما مستوحاة من رواية للكاتب نفسه ترصد مراحل حاسمة في تاريخ الكويت ابرزها سنة الرحمة وهي السنة التي انتشر فيها وباء الجدري الذي قضى على اكثر من خمسة الاف طفل مرورا بسنة الهدامة والاضرار التي حلت على البلاد ابان الحرب العالمية الثانية، كما ان مهمة الاخراج لهذا العمل كانت من نصيب المخرج المتجدد دائما محمد دحام.
هدوء
دخلنا الى داخل القرية شبه النائية بسبب الهدوء الشديد الذي يخيم على المكان، لم استغرب من هدوء اللوكيشن لعلمي بهدوء محمد دحام المعتاد والمسيطر دائما على فريق العمل، تنقلنا بين البيوت والا*** العتيقة لنلمح سربا من العاملين داخل احد البيوت يعمل بهمة ونشاط وسكينة متناهية في تصوير احد المشاهد، كانت هيفاء حسين تجلس تحت العريش وتقوم بالخياطة وبقربها تجلس طفلة والوجه الاماراتي الواعد الهام غلوم، رغم ان الهام لم تتفوه بكلمة واحدة فإن المشاهد يستشف من تعابير وجهها انها في قمة السعادة والحماس لمشاركتها بالدراما الرائدة على ارض الكويت .. تقوم هيفاء من مكانها لإيصال الطفلة الى الباب فيدخل عليها محمود بوشهري ويبدأ بالتحاور معها، محمود يطل بلوك جديد أبرزه هو الشارب الكثيف الذي يغطي وجهه من خلال الحوار الناعم وملامح الو جوه البريئة نكتشف بان هناك علاقة حب تربط بين شخصيتي منيرة (هيفاء حسين) وعبدالله (محمود بو شهري) في ذلك الزمن البعيد.
• سألت المخرج محمد دحام هل الحكاية رومانسية؟
- مسلسل «منيرة» عمل تاريخي في قالب رومانسي قصة شبه واقعية بين منيرة وعبدالله اللذين تربطهما علاقة عاطفية قوية تحمل في جعبتها التضحية والبراءة والعذرية، تتخلل الى الوجدان لتقوم على التطهير النفسي والعلاج للمتلقي وما شدني الى النص هو التوثيق التاريخي غير المباشر لأحداث حاسمة في تاريخ الكويت، قام هيثم بودي في البحث والاستقصاء عنها ومن ثم بلورتها الى نص درامي قوي ومتماسك، لذا هناك كلمة حق يجب ان تنشر على لساني بان هيثم بودي كاتب يتمتع بثقافة عالية ووعي دقيق بتفاصيل السيناريو انعكست بتلقائية على البناء الدرامي، وصدقني ان هذه المرة الاولى التي امسك بها على نص لا استطيع حذف مشهد من مشاهده بسبب الخلل الذي سينتج اثر الحذف، عكس باقي النصوص التي اجبر احيانا لنسف عدة حلقات وليس مشاهد فقط بالاضافة الى ان هيثم يتمتع بتكنيك سينمائي في الكتابة لم يسبق له مثيل.
ميلودراما
• هل تشاركني الراي بأنك بدأت تتوخى النصوص ذات الطابع الميلودرامي؟
- في البداية احب التنويه بان الميلودراما بالنسبة لي ليست عيبا فمعظم الاعمال التي تقدم هي نتاج نصوص تغرق في الميلودراما، ناهيك عن السينما المصرية التي حققت نجاحات عدة بفضل الميلودراما، وصدقني ان النص وموضوعه هما ما يحمسانني لاخراجه بغض النظر عن النمط او اللون الذي يؤطره ميلودراميا كان ام تراجيديا او حتى فانتازيا، ونص مسلسل «منيرة» من النصوص التراجيدية التي تبعد بعدا تاما عن الميلودراما.
• ما التكنيك الذي انتهجته في اخراج مسلسل «منيرة» لاسيما انك اعتدت على تقديم اعمالك بحلة مغايرة عن ما سبقها من تجربة؟
- احاول ان اقضي على اي شيء مصطنع .. الواقعية ستكون ابرز سمات هذا العمل لذلك توخيت الفذلكة والتعقيد في كل شي، سيرى المشاهدون مسلسل «منيرة» ينبض بالواقعية الحياتية من خلال حركة الكاميرا، الاضاءة، اللون والتمثيل ايضا وهو اسلوب اقرب ما يكون الى الحس البريطاني.
• ولكن الحس البريطاني يتصف بالايقاع البطيء؟
- هذا صحيح ولكني وضعت بعين الاعتبار خلق حالة من الهارموني والتصاعد مع الاحداث الى الذروة وهذا ما سيبدد بطء الايقاع.
نقلة نوعية
عبر محمود بو شهري عن سعادته البالغة في دور عبدالله لانه سيشهد نقلة نوعية في مشواره الفني اذ انه يجسد شخصية رومانسية لاول مرة بعد ان اعتاد على تقديم ادوار الشاب الارعن والمستهتر تارة والشاب ذي الطباع الشريرة تارة اخرى، اما في مسلسل منيرة فدور عبدالله هو نموذج للشاب الكويتي في زمن الثلاثينات من القرن المنصرم الذي يهوى حبيبته الى درجة العشق العفيف في زمن كانت تمثل فيه كلمة عشق منكرا يجب القضاء عليه.
بعد رؤية الفنانة البحرينية هيفاء حسين كان اول سؤال يقفز على البال سبب ابتعادها عن الدراما الكويتية لمدة اربع سنوات متتالية فقد كان مسلسل «اللقيطة» هو اخر عمل قامت بتصويره في الكويت.
ردت هيفاء على السؤال قائلة:
- لقد تم عرض اكثر من عمل للمشاركة في الكويت ولكني اعتذر لسببين اما الاختلاف بالاجر المادي او ضعف النصوص المقدمة.
«منيرة».. بطولة مطلقة
• اذن ما الذي جذبك لقبول مسلسل «منيرة»؟
- النص قوي ويتطرق الى فترة زمنية لم يسبق التطرق اليها من قبل كما اني لا اتردد في الموافقة على عمل من اخراج محمد دحام فانا متألقة دائما معه.
• يبدو من عنوان المسلسل ان شخصية منيرة المسنودة اليك هو دور بطولة مطلقة وتمتازين انت من بنات جيلك بتقديم ادوار البطولة المطلقة هل تسعين وراء هذا؟
- اطلاقا، وادوار البطولة المطلقة التي قدمتها هي نتاج ترشيح المخرجين لي، وانا شخصيا افضل الادوار والاعمال ذات البطولة الجماعية لانها الاكثر اثراء في العمل.
• حدثينا اكثر عن شخصية منيرة؟
- الدور ليس جديدا علي اذ سبق وقدمت ادوار الفتاة صاحبة القلب الكبير، ولكن هناك شطحات في رسم الشخصية تجعل تركيبتها مغايرة نوعا ما عن النمطية، فهي رغم رومانسيتها وحساسيتها المفرطة جادة وصبورة وقوية الى ابعد الحدود، لم تنكسر رغم الظروف القاسية التي واجهتها.
• لماذا لا تنوعين في ادوارك بدلا من القولبة في الادوار ذات الطباع الهادئة والرومانسية؟
- كلامك صحيح والمشكلة ان المخرجين هم من وضعوني في هذا القالب مبررين ان ملامحي هادئة وبريئة، رغم ان امكاناتي الفنية تؤهلني لتجسيد ادوار التسلط والشراسة وفي حلقات «الساكنات في قلوبنا» طلبت من القائمين على العمل اسناد شخصية شريرة مغايرة عن ما قدمت وسعيت وراء هذا، والحمد لله اني جسدت الشخصية الشرسة على اكمل وجه واتمنى ان اعاود الكرة مرة اخرى.
• بصراحة تامة الا تعتقدين ان بريقك قد قل عما كان عليه في السابق؟
- اعتقد أنك تعبر عن وجهة نظر شخصية حيث ان حضوري في الساحة مازال مميزا وبريقي لم يقل ان لم يكن قد زاد عن ذي قبل
بطاقة العمل
تاليف: هيثم بودي
اخراج: محمد دحام
انتاج: د.عامر جعفر – محمد دحام
فريق الاخراج: جمعان الرويعي
سلطان خسروه - سليمان الشرقاوي
مدير الانتاج: احمد العوني
التصوير: محمد ذياب
الاضاءة: احمد عذب
الصوت: زهير كنج
الممثلون: غازي حسين – صلاح الملا – باسمة حمادة – هيفاء حسين – فاطمة الحوسني – محمود بو شهري – خالد العجيرب – عبدالمحسن القفاص – الهام غلوم.
ثمة عدة عوامل ستساهم في نجاح هذا العمل ابرزها هو انخراط الكاتب الروائي هيثم بودي في مجال كتابة السيناريو بعد روايتين، ومسلسل «منيرة» وهو دراما مستوحاة من رواية للكاتب نفسه ترصد مراحل حاسمة في تاريخ الكويت ابرزها سنة الرحمة وهي السنة التي انتشر فيها وباء الجدري الذي قضى على اكثر من خمسة الاف طفل مرورا بسنة الهدامة والاضرار التي حلت على البلاد ابان الحرب العالمية الثانية، كما ان مهمة الاخراج لهذا العمل كانت من نصيب المخرج المتجدد دائما محمد دحام.
هدوء
دخلنا الى داخل القرية شبه النائية بسبب الهدوء الشديد الذي يخيم على المكان، لم استغرب من هدوء اللوكيشن لعلمي بهدوء محمد دحام المعتاد والمسيطر دائما على فريق العمل، تنقلنا بين البيوت والا*** العتيقة لنلمح سربا من العاملين داخل احد البيوت يعمل بهمة ونشاط وسكينة متناهية في تصوير احد المشاهد، كانت هيفاء حسين تجلس تحت العريش وتقوم بالخياطة وبقربها تجلس طفلة والوجه الاماراتي الواعد الهام غلوم، رغم ان الهام لم تتفوه بكلمة واحدة فإن المشاهد يستشف من تعابير وجهها انها في قمة السعادة والحماس لمشاركتها بالدراما الرائدة على ارض الكويت .. تقوم هيفاء من مكانها لإيصال الطفلة الى الباب فيدخل عليها محمود بوشهري ويبدأ بالتحاور معها، محمود يطل بلوك جديد أبرزه هو الشارب الكثيف الذي يغطي وجهه من خلال الحوار الناعم وملامح الو جوه البريئة نكتشف بان هناك علاقة حب تربط بين شخصيتي منيرة (هيفاء حسين) وعبدالله (محمود بو شهري) في ذلك الزمن البعيد.
• سألت المخرج محمد دحام هل الحكاية رومانسية؟
- مسلسل «منيرة» عمل تاريخي في قالب رومانسي قصة شبه واقعية بين منيرة وعبدالله اللذين تربطهما علاقة عاطفية قوية تحمل في جعبتها التضحية والبراءة والعذرية، تتخلل الى الوجدان لتقوم على التطهير النفسي والعلاج للمتلقي وما شدني الى النص هو التوثيق التاريخي غير المباشر لأحداث حاسمة في تاريخ الكويت، قام هيثم بودي في البحث والاستقصاء عنها ومن ثم بلورتها الى نص درامي قوي ومتماسك، لذا هناك كلمة حق يجب ان تنشر على لساني بان هيثم بودي كاتب يتمتع بثقافة عالية ووعي دقيق بتفاصيل السيناريو انعكست بتلقائية على البناء الدرامي، وصدقني ان هذه المرة الاولى التي امسك بها على نص لا استطيع حذف مشهد من مشاهده بسبب الخلل الذي سينتج اثر الحذف، عكس باقي النصوص التي اجبر احيانا لنسف عدة حلقات وليس مشاهد فقط بالاضافة الى ان هيثم يتمتع بتكنيك سينمائي في الكتابة لم يسبق له مثيل.
ميلودراما
• هل تشاركني الراي بأنك بدأت تتوخى النصوص ذات الطابع الميلودرامي؟
- في البداية احب التنويه بان الميلودراما بالنسبة لي ليست عيبا فمعظم الاعمال التي تقدم هي نتاج نصوص تغرق في الميلودراما، ناهيك عن السينما المصرية التي حققت نجاحات عدة بفضل الميلودراما، وصدقني ان النص وموضوعه هما ما يحمسانني لاخراجه بغض النظر عن النمط او اللون الذي يؤطره ميلودراميا كان ام تراجيديا او حتى فانتازيا، ونص مسلسل «منيرة» من النصوص التراجيدية التي تبعد بعدا تاما عن الميلودراما.
• ما التكنيك الذي انتهجته في اخراج مسلسل «منيرة» لاسيما انك اعتدت على تقديم اعمالك بحلة مغايرة عن ما سبقها من تجربة؟
- احاول ان اقضي على اي شيء مصطنع .. الواقعية ستكون ابرز سمات هذا العمل لذلك توخيت الفذلكة والتعقيد في كل شي، سيرى المشاهدون مسلسل «منيرة» ينبض بالواقعية الحياتية من خلال حركة الكاميرا، الاضاءة، اللون والتمثيل ايضا وهو اسلوب اقرب ما يكون الى الحس البريطاني.
• ولكن الحس البريطاني يتصف بالايقاع البطيء؟
- هذا صحيح ولكني وضعت بعين الاعتبار خلق حالة من الهارموني والتصاعد مع الاحداث الى الذروة وهذا ما سيبدد بطء الايقاع.
نقلة نوعية
عبر محمود بو شهري عن سعادته البالغة في دور عبدالله لانه سيشهد نقلة نوعية في مشواره الفني اذ انه يجسد شخصية رومانسية لاول مرة بعد ان اعتاد على تقديم ادوار الشاب الارعن والمستهتر تارة والشاب ذي الطباع الشريرة تارة اخرى، اما في مسلسل منيرة فدور عبدالله هو نموذج للشاب الكويتي في زمن الثلاثينات من القرن المنصرم الذي يهوى حبيبته الى درجة العشق العفيف في زمن كانت تمثل فيه كلمة عشق منكرا يجب القضاء عليه.
بعد رؤية الفنانة البحرينية هيفاء حسين كان اول سؤال يقفز على البال سبب ابتعادها عن الدراما الكويتية لمدة اربع سنوات متتالية فقد كان مسلسل «اللقيطة» هو اخر عمل قامت بتصويره في الكويت.
ردت هيفاء على السؤال قائلة:
- لقد تم عرض اكثر من عمل للمشاركة في الكويت ولكني اعتذر لسببين اما الاختلاف بالاجر المادي او ضعف النصوص المقدمة.
«منيرة».. بطولة مطلقة
• اذن ما الذي جذبك لقبول مسلسل «منيرة»؟
- النص قوي ويتطرق الى فترة زمنية لم يسبق التطرق اليها من قبل كما اني لا اتردد في الموافقة على عمل من اخراج محمد دحام فانا متألقة دائما معه.
• يبدو من عنوان المسلسل ان شخصية منيرة المسنودة اليك هو دور بطولة مطلقة وتمتازين انت من بنات جيلك بتقديم ادوار البطولة المطلقة هل تسعين وراء هذا؟
- اطلاقا، وادوار البطولة المطلقة التي قدمتها هي نتاج ترشيح المخرجين لي، وانا شخصيا افضل الادوار والاعمال ذات البطولة الجماعية لانها الاكثر اثراء في العمل.
• حدثينا اكثر عن شخصية منيرة؟
- الدور ليس جديدا علي اذ سبق وقدمت ادوار الفتاة صاحبة القلب الكبير، ولكن هناك شطحات في رسم الشخصية تجعل تركيبتها مغايرة نوعا ما عن النمطية، فهي رغم رومانسيتها وحساسيتها المفرطة جادة وصبورة وقوية الى ابعد الحدود، لم تنكسر رغم الظروف القاسية التي واجهتها.
• لماذا لا تنوعين في ادوارك بدلا من القولبة في الادوار ذات الطباع الهادئة والرومانسية؟
- كلامك صحيح والمشكلة ان المخرجين هم من وضعوني في هذا القالب مبررين ان ملامحي هادئة وبريئة، رغم ان امكاناتي الفنية تؤهلني لتجسيد ادوار التسلط والشراسة وفي حلقات «الساكنات في قلوبنا» طلبت من القائمين على العمل اسناد شخصية شريرة مغايرة عن ما قدمت وسعيت وراء هذا، والحمد لله اني جسدت الشخصية الشرسة على اكمل وجه واتمنى ان اعاود الكرة مرة اخرى.
• بصراحة تامة الا تعتقدين ان بريقك قد قل عما كان عليه في السابق؟
- اعتقد أنك تعبر عن وجهة نظر شخصية حيث ان حضوري في الساحة مازال مميزا وبريقي لم يقل ان لم يكن قد زاد عن ذي قبل
بطاقة العمل
تاليف: هيثم بودي
اخراج: محمد دحام
انتاج: د.عامر جعفر – محمد دحام
فريق الاخراج: جمعان الرويعي
سلطان خسروه - سليمان الشرقاوي
مدير الانتاج: احمد العوني
التصوير: محمد ذياب
الاضاءة: احمد عذب
الصوت: زهير كنج
الممثلون: غازي حسين – صلاح الملا – باسمة حمادة – هيفاء حسين – فاطمة الحوسني – محمود بو شهري – خالد العجيرب – عبدالمحسن القفاص – الهام غلوم.