رفض المغني المصري حمادة هلال اعتبار زيارته إلى فلسطين للغناء في مدينة أريحا " تطبيعًا"، منتقدًا "الموجة الكبيرة من أغاني الفيديو كليب الهابطة فنيًا وقيميًا، وأكد في الوقت نفسه أنه اشترط على المنظمين للحفل أن يزور القدس المحتلة ويصلي بالمسجد الأقصى.
وقال هلال -خلال مؤتمرٍ عقده مساء الخميس 16 إبريل/نيسان في مدينة رام الله- إنه حقق أمنيته منذ صغره بزيارة فلسطين، حيث تمكن من رؤية "بقعة من أطهر البقاع التي خلقها الله"، مؤكدًا أنه يشتاق لزيارة غزة، مستنكرًا من يقول إن زيارته لفلسطين تطبيع؛ بل "إنها زيارة لبلد عربي وحر بأهله".
وأضاف أنه اشترط على الجهة المنظمة للحفل أن يكون على رأس قائمة برنامج زيارته لفلسطين زيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى؛ باعتبار أن تحقيق ذلك يمثل له الروح الحقيقية لزيارته، وفق قوله.
وردًا على سؤالٍ لـmbc.net حول الرسالة التي من خلال زيارته لفلسطين يود تأديتها قال هلال: "إن الشعب الفلسطيني شعب عظيم ويستحق الأمل والحرية والسعادة كباقي شعوب الأرض".
وأشاد في الوقت ذاته بأبناء الشعب الفلسطيني، سواء في داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، حيث بين أن نسبة كبيرة من الذين يواظبون على حضور حفلاته في مختلف الدول العربية هم فلسطينيون.
ملتزم وغزة في قلبي
وبخصوص الرسالة الحقيقة التي يريد نشرها عبر أغانيه أكد هلال أنه "فنان ملتزم، يسعى دومًا أن تكون أغانيه وسيلة لتجميع العقول والقلوب على الحب والأصالة، بعيدًا عن التعري والفن الهابط الذي لا يؤدي إلا للإساءة للفن السامي، ولقيم المجتمع العربي عمومًا".
وانتقد الموجة الكبيرة من أغاني الفيديو كليب الهابطة فنيًا وقيميًا، مؤكدًا أن الفيديو كليب كأداة لبث وإشهار الأغنية ليس أمرًا خاطئًا، بل الخطأ هو المضمون الذي يحمل الإساءة للفنان وقيمه وأصالته.
وحول مكانة مدينة "غزة" لديه خاصة أنها تعرضت لحرب عدوانية مؤخرًا ولا تزال تخضع للحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قال هلال: "إن غزة وشعبها في قلبي ووجداني، وأكن لهم الاحترام والتقدير الكبيرين، وقد قدمت عددًا من الأغاني للشعب الفلسطيني عمومًا".
وأشار في الإطار ذاته أنه يشتاق لزيارة غزة، متمنيًا أن تكون قريبة، مطالبًا كافة الفنانين العرب بضرورة مساعدة ومساندة إخوانهم الفلسطينيين الذين يضحون بأرواحهم من أجل الحرية والاستقلال.
واستنكر الفنان المصري حمادة هلال إجراءات الاحتلال الإسرائيلي على المعبر المؤدي للضفة الغربية، حيث استغرق مكوثه فيه لأكثر من ثلاث ساعات، مبينًا أنه لم يكن حزينًا وقتذاك، بل كان يبتسم لأنه كان ينتظر لقاء أحبته وإخوانه الفلسطينيين، وأنه رغم الصعوبات فإنه نسيها فورًا لحظة احتضان محبيه -كما ذكر.
لم أفصل الذكور والإناث
ونفى هلال أن يكون قد اشترط في حفلاته فصل الذكور عن الإناث، موضحًا في هذا الصدد أنه خلال إحدى الحفلات التي جرت مؤخرًا وجد سلوكًا منافيًا للقيم والأخلاق من قبل بعض الشباب والشابات المشاركين في الحفل، الأمر الذي حدا به لأن يطلب الفصل بين الجنسين في ذلك الحفل فقط، منوهًا في الإطار ذاته إلى أن غالبية من يحضر حفلاته يلتزمون بقواعد المشاركة المحترمة.
من جهةٍ أخرى، أشار الفنان المصري إلى "أن السينما لم تأخذني من الغناء، لأن الغناء هو موهبتي الأساسية والشيء الذي أعشقه وأجيده".
ويضيف: "رغم أن الأفلام الأربعة التي شاركتُ فيها قد ساهمت في تأجيل إصدار بعض ألبوماتي، إلا أنه خلال هذه الأفلام قدمت عددًا من الأغاني التي لاقت نجاحًا كبيرًا ولا أعتقد أن هناك سببًا سيمنعني عن الغناء".
فشل وشائعة
وبشأن رأي عدد من النقاد الفنيين في مصر والوطن العربي حول فشل فلمه الأخير الذي يجسد فيه شخصية الملاكم اليمني المعروف نسيم حميد اعترف الفنان حمادة هلال بأنه لم يكن راضيًا عن النتائج بخصوص هذا الفيلم بشكلٍ كبير رغم أنه مثَّل له تجربة غنية.
ومضى يقول موضحا: "لم أعتمد على الملاكمة فقط في الفيلم، ولكنني تعمدت أن أقبل هذا الدور لأمزج بين مجموعة من الأحاسيس والانفعالات التي طالما تمنيت أن أجسدها".
وذكر أن العديد من أفلامه قد عرضت بشكل واسع، وأخذت شهرة كبيرة، وحصدت إيرادات عالية، قائلاً: "لا ألتفت الآن لتراجع هذا الفيلم أو ذاك بل أركز في أدائي التمثيلي وأخلص في عملي وأترك مسألة التوفيق والإيرادات لله سبحانه وتعالى، فكل شيء من عنده، وهذه قناعتي".
وفيما يتعلق بمشاركته في الدراما التلفزيونية قال الفنان حمادة هلال: "شاركت في مسلسل واحد منذ فترة بعنوان "بدارة" مع الفنانة معالي زايد، وأعترف أنني بعيد عن الأعمال الدرامية رغم شدة شوقي للعمل فيها، ولكنني لم أجد الوقت المناسب الذي يعيدني للدراما التليفزيونية من جديد، ولكنني لا أمانع مطلقًا في تقديم أي أعمال تليفزيونية متميزة".
وبخصوص الشائعات التي تطارد وتلاحق الفنانين دومًا قال الفنان هلال: "تبقى في النهاية شائعات لا يصدقها أحد لأن من يطلقها كذاب، وأثق أن الله سبحانه وتعالى يُظهر الحق في النهاية، وأيًّا كانت هذه الشائعات فأنا لا ألقي لها بالاً".